على من يعتمد المرتد النجس كمال الحيدري في شتمه لسيدتنا الزهراء عليها السلام؟!

على من يعتمد المرتد النجس كمال الحيدري في شتمه لسيدتنا الزهراء عليها السلام؟!
موقع القطرة/ ياسر الحبيب

لم تعرف الأمة من صفةٍ للبضعة الطاهرة صلوات الله عليها إلا كل آية للحُسن والجمال، ولا نطقت مصادر السيرة والتاريخ إلا بذلك، بما في ذلك مصادر العدو، فعلى سبيل المثال روى الحاكم في مستدركه [ج3 ص161] عن أنس بن مالك: «سألتُ أمي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: كانت كالقمر ليلة البدر! أو الشمس كُفِّرَ غماماً إذا خرج من السحاب! بيضاء مشرَّبةً حمرة، لها شعر أسود، من أشدّ الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شبهاً، والله كما قال الشاعر:

بيضاءُ تُسْحَبُ منْ قِيامِ شَعْرِها
وتغيبُ فيهِ وهو جَثْلٌ أَسْحَمُ

فكأنّها فيهِ نَهارٌ مُشرقُ
وكأنّهُ ليْلٌ عليْها مُظلمُ».

وأما ما في مصادرنا فحدّث ولا حرج، تكفيك فقط هذه الصورة الخلّابة التي رسمها لنا صادق آل محمد عليهم السلام بقوله الذي رواه ثقة الإسلام الكليني في [الكافي ج8 ص165]: «كانت فاطمة عليها السلام تطحن وتعجن وتخبز وترقع، وكانت من أحسن الناس وجها؛ كأن وجنتيها وردتان! صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وولدها الطاهرين».

وما دام الأمر هكذا؛ فمن أين جاء ذلك البالون المرتد النجس؛ المدعو كمال الحيدري؛ بما لم يطاوعني لساني في جلسة التواصل الأخيرة على التلفظ به؟ وهو قوله - لعنه الله - أنها كانت «قبيحة» والعياذ بالله!

لعل الناس لا تعلم أن أول من أتى بهذه الفرية هو رجل كافر حاقد على الإسلام وأهله! ولم يعتمد في فريته هذه على دليل ولم يقدّم برهانا! وعنه أخذ كل وضيع فاجر مهووس بالانفراد والشذوذ، وآخرهم هذا (السربوت) كمال الذي صار كالحيوان الجلال يعيش على أكل كل عذرة فكرية جاء بها الآخرون وإنْ كانوا كفارا!

إنه هنري لامنس، راهب نصراني بلجيكي، ترك بلده وهاجر إلى لبنان ليصبح أستاذا في الكلية اليسوعية ببيروت، وأخذ من هناك يؤلّف كتبا استشراقية تزري بالإسلام إلى أن هلك سنة 1937.

قبل أكثر من مئة سنة؛ أي في سنة 1912 أصدر هذا الرجس كتابا بعنوان (فاطمة وبنات محمد، مقدمات نقدية لدراسة السيرة). وقد حمل الكتاب من عفن الافتراء وقيء البهتان ما لم يتحمله أحد، حتى أن المستشرق الفرنسي غاستون فييت بينما كان يؤبّن لامنس وينعاه؛ لم يسمح له ضميره بأن يتجاوز ما سطّره في كتابه الشنيع هذا، فقال: «من الصعب أن نقبل كتاب (فاطمة وبنات محمد) في ثقة ودون تحفظ؛ فإن التعصب والاتجاه العدواني يسودانه إلى حد كبير»! [أعلام وأقزام في ميزان الإسلام ج2 ص459]

في هذا الكتاب الذي ينضح إفكا؛ زعم لامنس أن الزهراء البتول صلوات الله عليها كانت والعياذ بالله قبيحة! ودليله على هذا أنه قد تأخر زواجها بحسب زعمه! هذا مع أن المدعى والدليل؛ كلاهما معلوميْ البطلان، فضلاً عن بطلان الاستدلال في نفسه.
وليس لنا ونحن نقرأ هذا التاريخ إلا أن نرى علي خامنئي أخسَّ قدرًا من الفضل بن الربيع، فإن الفضل لم يكن سيدا فاطميا؛ كان عاميّا. ولم يكن شيعيا؛ كان بكريا. ولم يكن سلطانا؛ كان وزيرا. ومع ذلك حين علم بأن أحدًا شتم البضعة الطاهرة صلوات الله عليها ثار غاضبا، حتى أنه رفض فتوى الفقيه المالكي ابن غانم بضرب الشاتم حدًّا واحدًا فقط، إذ وجدها تساوي في العقوبة بين مَنْ شتم سيدة الإسلام عليها السلام ومَنْ شتم أي امرأة من عَرَضِ الناس، فأمر بما أمر من ضرب عدو الله ألف سوط وصلبه في الطريق ليكون عبرة، معيبًا ابن غانم على فتواه.

وهذا خامنئي؛ سيد فاطمي، شيعي كما يدعي، سلطان في إيران، ومع هذا لم يطرف له جفن وهو يرى ويسمع في سلطانه مَنْ يشتم الزهراء بأبي وأمي. وبدلًا من أن يؤدّبه ويعاقبه؛ نجده يؤمِّنُ له الدعم ويوفِّر له الغطاء ليستمر ويتمادى!

هكذا هم الساسة الأقذار، ينتفضون على من يمسّهم بشيء، وينامون عمّن يمسّ شرف النبي وآله عليهم السلام. وما علي خامنئي إلا مثال قبيح لهؤلاء الساسة الأراذل، فإنه عندما عَلِمَ مثلًا بأن أخانا السيد محمد علي الموسوي ينتقد نظامه من بيروت؛ أمر باختطافه من هناك وجلبه إلى إيران حيث هو اليوم يقبع في السجن! وهكذا سيوثق التاريخ أن خامنئي كانت تأخذه الغيرة على نفسه؛ ولا تأخذه الغيرة على سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها! فسحقًا سحقًا! كما سيوثق التاريخ أيضًا أن دولة العباسيين حفظت كرامة الزهراء عليها السلام، وأن دولة الخمينيين سمحت بإهانتها! فتبًّا تبًّا!

والمترقب من مراجع الدين وأعلام حوزتنا وأبناء أمتنا أن ينتفضوا غضبًا للتي يغضب الله لغضبها، وأن نكون جميعًا صادقين في دعوانا حين نذكر اسمها الشريف: «أرواحنا فداها»، وإلا فإن التاريخ لن يرحمنا، كما لن ترحمنا الأجيال التي تأتي بعدنا إذا ما وجدتنا قد خذلنا الصديقة الكبرى صلوات الله عليها، فيما ثرنا لذواتنا، أو لمرجعياتنا، أو لرموزنا وكياناتنا.

وليس المطلوب هو الأقوال؛ بل الأفعال. فالواجب إخراس هذا المرتد الخبيث، ومحاكمته، وإغلاق جميع أوكاره، حتى ترضى الزهراء عليها السلام ولا يعمّنا الله بعذابه. ولا نغفل عن أن هذا المنحط قد أثبت أنه أكثر انحطاطًا ممن سبقه من منحرفي الشيعة الذين ما جسر أعتاهم وألأمهم على أن يتفوَّه بعُشر ما تفوَّه به من الإهانة للمعصومين الأطهار صلوات الله عليهم ناهيك عن العمل على إضلال شيعتهم.

وإني أعتذر من سيدي النبي الأعظم وأئمتي الأطهار عليهم السلام؛ وأخص بالاعتذار إمام زماني وقائدي الحجة المهدي روحي فداه من نقل ما نفثه هذا المنحط الوغد على لسانه، مما كشفه أحد ملازميه وبرهن على صدقه بتسجيل صوتي.

إنما أنقل هذا في ختام هذا المقال وإن كنتُ موقنًا أنه يجرح قلب النبي الأعظم والأئمة الأطهار عليهم السلام، كما يجرح قلب كل مؤمن ومؤمنة؛ أنقله ليدرك الجميع عن أي سافل نتحدث؛ وعن أي جريمة نتكلم.

لقد قال السافل لمن هم حوله بعدما انتهى من إحدى مكالماته الهاتفية بلهجة ملؤها الاستخفاف والدناءة: «الشيعة متصورين فاطمة الزهراء فد وحدة جميلة وبيضاء وهيجي كلها تشع نور (ضحك) وهم ما يدرون شكد كانت قبيحة! انتو مشكلتكم ما قارين التاريخ زين، الواحد منكم هسّه من يجيب اسم الزهره يكول آيبا شنو من وجه نوراني عدها! (ضحك) ومتدرون أنه كان وجهها قبيح! إي بعد صحرى وتعرفون وضع الصحرى»!
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة