محمد جميل العاملي: نحن لم نتجنّ على ياسر الحبيب

محمد جميل العاملي: نحن لم نتجنّ على ياسر الحبيب

محمد جميل جمود العاملي

سؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم سماحة الشيخ الموقر المرجع العاملي يحفظه الله تعالى 

شيخنا قرأت في موقعكم الكريم رأيكم في سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله وقد قلتم عنه انه عامي واعتبره تجني عليه حيث القاصي والداني يعرف أنه شيعي موالي لأهل البيت عليهم السلام وانا لن أتطاول على سماحتكم حفظكم الله ولكن لماذا تقولون عنه أنه مخالف عامي مع أنه حاز على مرتبة العلامة من السيد المرجع الشيرازي دام ظله

وارجو شيخنا  أن لا تأخذ هذا على أنه تهجم ولكن فقط لتوضيح بعض الأمور حيث لا معصوم إلا من عصمه الله تعالى

وسلمكم الله تعالى على نصرتكم ودفاعكم عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

الجواب:

بسمه تعالى 

 نحن لا نبيع ديننا بدنيانا(أعاذنا الله تعالى من ذلك)؛ فإننا نخاف من ربنا يوماً كان شرُّه مستطيراً؛ لذا لم نتجنَّ على الشيخ ياسر حبيب أبداً وإلا خرجنا من العدالة...بل حكمنا عليه طبقاً لتوجهاته المبثوثة على موقعه الالكتروني؛ فإن لديه أفكاراً مخالفة للشرع المبين؛ وهي أفكار تتماشى مع المدرسة البكرية العمرية، ولا يغررك عداؤه وبغضه لعائشة وأعمدة السقيفة - كما يدّعي - فها هم الخوارج يبغضون معاوية ومن سبقه من أعمدة السقيفة،.

نعم؛ حكمنا عليه بأنه عامي من حيثيتين: حيثية جهله بأخبار أهل البيت عليهم السلام؛ وحيثية توجهه إلى المخالفين في أغلب الأفكار التي طرحها، وقد أحصينا له الكثير منها في كتاب لماذا كانت المناهضة للشيخ ياسر وقد عرضناه سابقاً على موقعنا الالكتروني ثم سحبناه لعلّه يرعوي عن غيِّه وضلاله، وإذا دعتنا الحاجة إلى إعادة عرضه في المستقبل، فسوف نعرضه بالكامل مع الإيرادات المهمة عليه.

لم نتجنَّ على الرجل المذكور وحكمنا عليه بالضلال كما حكم عليه غيرنا من العلماء ممن كانوا معه بالأمس...وأنتم حفظكم الله تعالى قد حكمتم علينا بما لا يليق بكم - كمؤمن يخاف الله تعالى ينعت من يستفتيه ويثق به..- ولا يليق بنا كعبد حقير يخاف الآخرة... وكعالم مسؤول عن شريعة آل محمد عليهم السلام، وإذا لم نتصدَّ لهذا الرجل وأمثاله، فسوف يكبنا الله تعالى على منخرنا في النار والعياذ بالله تعالى من غضبه وانتقامه....نحن عملنا بما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله قال:" إذا ظهرت البدع في أمتي فعلى العالم أن يظهر علمه، وإن لم يفعل ، فعليه لعنة الله..".

لا زلنا على قولنا الأول بأن الرجل المذكور مثله مثل بقية العوام، وهو يتظاهر ببغضه للمخالفين لكنه في الواقع يحبهم، ويشهد لما قلنا تصريحه في مقالة له يمدح فيها المخالفين ويصرح فيها بأنه يحبهم، وهي تحت عنوان لأننا نحبكم نؤلمكم)، والمحاضرة أو المقالة تجدونها في الرابط التالي :

Alqatrah.net/edara/index.php?id=75

نعم؛ هنيئا لكم فيه.. فإنه يحب أعداء أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام في حين أن الأخبار دلت على أن المحب لأعدائهم سوف يحشر معهم يوم القيامة، ومن أحب المتولي لأعدة السقيفة فهو محب لأولئك الظالمين الأولين الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام وهو في الواقع ظالم لآل محمد عليهم السلام، فقد جاء في زيارة عاشوراء المقدسة اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد وآخر تابع لهم على ذلك)، فالمخالفون اليوم تابعون للأوائل من أعمدة السقيفة، فالمحب للتابع هو محب للمتبوع...!. ففي الدعاء عن مولانا الإمام السجاد عليه السلام في مناجاة المحبين قال: (..أسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل عمل يوصلني إلى قربك، وأن تجعلك أحب إلي مما سواك، وأن تجعل حبي إياك قائدا إلى رضوانك ، وشوقي إليك ذائدا عن عصيانك ..).

وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في الدعاء - : ( اللهم ارزقني حبك ، وحب من يحبك ، وحب ما يقربني إلى حبك ، واجعل حبك أحب إلي من الماء البارد..).

فهل أن أعداء الأئمة الطاهرين من محبي الله تعالى..؟ كلا ثم كلا ! لكن الشيخ المذكور يحبهم، والحب علامة الرضا عن اعتقاداتهم وأفعالهم....وكونه حبيباً لهم يعني أنه صديقهم، وقد ورد في صحيحة العلاء بن الفضيل عن الإمام الصادق عليه السلام قال: من أحب كافراً فقد أبغض الله ومن أبغض كافراً فقد أحب الله، ثم قال: صديق عدو الله عدو الله ".

والأخبار فاقت التواتر في معنى الحب والبغض في الله تعالى فلتراجع في كتاب صفات الشيعة للشيخ الصدوق رحمه الله) فإنكم سوف ترون العجب العجاب في الأخبار وأن الرجل الذي أحسنتم الظن به بعيد كل البعد عن التشيع الأصيل ومناصرة أولياء محمد عليهم السلام، فهو لا يحبنا لأننا نصرنا آل محمد في حين أنه يحب المخالفين المناهضين لآل محمد عليهم السلام...!!.

نعم إن الرجل يحب المخالفين ولكنه يكره الشيعة المناهضين له أو الذين لا يعجبه توجهاتهم، فهو لا يحب السيد الطبطبائي ولا الشيخ بهجت ولا السيد جعفر مرتضى ولا ملا صدرا ولا يحبني شخصياً لأنني ترحمت على ملا صدرا...!! بالله عليكم أيهما أعظم قبحاً عند الله تعالى: ملا صدرا ومحمد حمود وجعفر مرتضى وبهجت والطبطبائي...,,,إلخ أم المخالفون التابعون لأعمدة السقيفة..؟؟؟ احكموا إن كنتم مؤمنين...وأنتم مؤمنون بحمد الله تعالى فلا نظنكم أنكم ستقفون بجانب من أحب أعداء الله وترك المحبين لأولياء الله تعالى من آل محمد عليهم السلام...!!.

لا زلنا على قولنا الأول بأن الرجل عامي من جهتين: الأولى، لأنه يحب العامة كما صرح هو بنفسه؛ والثانية، لما رأينا اضطرابه في استدلالاته التي تنم عن عدم تورعه عن القدح بأولياء آل محمد عليهم السلام، وبالتالي جهله المطبق بالمعارف والأحكام، ما يعني أنه لم يتخرَّج من حوزة علمية تعتمد في الأحكام والعقائد على البيان الفقهي والعقائدي الاستدلاليين، وهو في الواقع لم يدخل حوزة علمية أبداً، فكيف تريدون منا الحكم عليه بالعلم والفقاهة ونطلق عليه لقب علامة..؟؟!

ومن أسبغ عليه لقب "علامة" لا يخلو من أمرين: إما جاهل بحقيقته، وإما مغرور به بسبب عدائه لأعمدة السقيفة؛ وقد بينا وجه عاميته وجهله بقواعد الاستدلال في كتابنا(الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا الصديقة زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السم) حيث ادعى الشيخ المذكور بأن مريم وآسية بنت مزاحم أفضل من الحوراء زينب بمت أمير المؤمنين علي عليه السلام، فطالعوا الكتاب المذكور، وسوف يتضح لكم وجه حكمنا عليه بالجاهل والعامي... ولقب (علامة) صار يطلق في هذا الزمان على كلِّ من هبّ ودبّ، فليست العبرة بلقب علامة، وإنما العبرة بكيفية الاستدلال الصحيح.... والسلام عليكم.

نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة