البترية والتقية الشرعية

البترية والتقية الشرعية

منظمة الولاء والبراء/ بقلم حسين العربي

البترية: وما أدراك ما البترية.

من هو البتري ، وما المقصود بمصطلح البترية؟:

هو من يبتر آلِ بيت النبوة صلوات الله عليهم ويخلط ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام بولاية أبي بكر وعمر عليهم اللعنة وذلك عن طريق الترضي عليهم أو الاعتراف بشرعيتهم بالخلافة (وطبعاً دونَ تقية وبكامل الإرادة ، لكن اذا كان الأمر تقية وكانت التقية شرعية وبمحلها فمصطلح البترية لا يشمل الشخص في هذا الموضع.

وقد جاء في الروايات عن أئمتنا عليهم السلام بيان مصطلح البترية الخطير هذا.
- فقد فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236).

أقول: لاحظوا ها هنا في الرواية عندما قالوا نتولى الملاعين (أبا بكر وعمر) فرد عليهم الإمام زيد عليه السلام وقال أتتبرؤون من فاطمة؟ بترتم أمرنا بتركم الله ، فـمن ذلك اليوم كانوا البترية موجودين بعدها انقطعوا وها هم اليوم يعودون من جديد.
وأنهم والله يخدعون الناس ويكذبون الحقائق وينشرون الباطل وذلك عن طريق ارتداء عباءة التشيع الأصيل والتظاهر بهِ ظاهراً والطعن به باطناً!.

عقاب البتري وحكمه:

 - جاء في الرواية الخطيرة جداً عن الإمام الصادق عليه السلام قال فيها:
لو إنَ البترية صف وأحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعزَ اللهُ بِهم ديناً. (رجال الكشي-صفحة202)
دعونا نتأمل في هذه الرواية الشريف فـ نجد إن الامام عليه السلام يقول فيها ما مضمونه (انه أذا كان البترية صف واحد -على رأي وأحد ، على أعتقاد وأحد-أن كانوا متشابهين بكل شي ولا اختلاف ومتطابقين تماماً على نهج واحد) وكانوا من مشرق الأرض إلى مغربها _ أي دعونا نقول لو كان جميع البشرية بترية.
لا يعز الله بهم الدين وهذا المعنى الخطير معناه الكفر أي هؤلاء كفرة خارجين عن الملة والدين لأنهم منافقين يلبسون عباءة التشيع ويطعنون بالتشيع من الداخل! وخطرهم أكبر من خطر المخالف من جميع الملل والأديان ، والدليل برواية عن الإمام الرضا عليه السلام:
عن الحسن بن علي الخزاز قال: "سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال! فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق"! (صفات الشيعة للصدوق).

ما دورنا تجاه البتري وأشباهه؟

دورنا الحالي هو فضحه ولعنه وسبه وكشف مثالبه وما يظهر عليه من مساوئ لكي يحذر الناس منه وهذا أمر وأجب على المؤمن فقد جاء بحديث نبينا الاكرم صلَّ الله عليه وآله وسلم المعتبر والذي ينقله الإمام الصادق عليهم السلام:

❶ عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (قال رسول الله(صل الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.

❷ وبحديث آخر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذ ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.
 فهذا وأجب على كل مؤمن أن يلبي نداء النبي الاكرم صل الله عليه وآله وسلم ويقتدي بسنته ، وإذا لبى نداء النبي فانه اكيد سوفَ يكون قد لبى نداء الله تعالى.

❸ قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: ”من تأثّم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله“. (رجال الكشي ص328).


التقية وعُبّاد التقية:

إنما نتقي؟:

قد يأتي قائل ويقول: هذهِ تقية ولكي لا تحدث الفتنة ولأجل التوحيد والوحدة الإسلامية (الوحدة الشيطانية) وهم بقلوبهم وبيوتهم يلعنون ويتبرؤون  من هؤلاء الملاعين الأصنام (أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة) وأمثالهم.

نقول: في كلا الحالتين المسألة ضد هؤلاء والذم متوجه لهم ! كيف؟

أولا:
 إذا قلنا تقية ، فالتقية لها أحكام وحدود وهي للضرورة فقط وصاحبها أعلم بوقتها وإظهارها أو عدم التفاعل بالتقية مطلقاً:

فقد جاء بالرواية عن الإمام الصادق عليه السلام قال: إنما جُعِلَت التقية ليُحقَن بها الدم، فإذا بلغت التقيةُ الدمَ فلا تقية! وأيَّمُ الله لو دُعيتم لتنصرونا لقلتم: لا نفعل! إنما نتَّقي! ولكانت التقية أحبَّ إليكم من آبائكم وأمهاتكم! ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ولأقام في كثيرٍ منكم من أهل النفاق حدّ الله“! (التهذيب ج6 ص172)

أقول: لاحظوا كيف الإمام عليه السلام ذم الذين يتحججون بالتقية وصرح بالحكم الخطير وهو أنه القائم عليه السلام لو قام لأقام حدود الله في حق هؤلاء أصحاب التقية المغلوطة ، وهنالك روايات كثيرة وردت راجعوها تفقهوا في الدين.
فهل هؤلاء كانت السيوف على رقابهم حتى يمارسوا التقية؟ من صرح لهم ذلك! التصريح فقط من الله ورسوله والمعصومين غير ذلك اذا كان من مراجع السوء والانحراف فنضرب بفتواهم وبهم عرض الجدار وتباً لهم.
فـ يا أيها القارئ الكريم تب إلى الله وأنصر امام زمانك  (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)  لان الحكم خطير فإذا كان هذا الحكم في الدنيا فكيف الحكم بالآخرة؟.

ثانيا: 
إذا قلنا لأنه يريد أن يحفظ الدماء ولا يريد الفتنة وهذه الأقاويل الشائعة:

فهذا نفاق وكفر وخروج من الملة أصلاً كيف؟
لأنهم غير مجبورين على الترضي لماذا ترضوا؟ هل هم في حالة تقية؟ أضلوا الكثير بهذا الفعل: ومن احكام التقية حتى اذا كان هنالك السيف على الرقبة فإن كان هنالك خطر على العقيدة ومفسدة فلا يجوز التقية هنا والدليل: هل هؤلاء الشرذمة أفضل من أئمتنا الذين ضحوا بأنفسهم ليوصلوا لنا الدين؟ هل هم أفضل من علماءنا الأبرار الذين أيضاً ضحوا بدمائهم وكان لديهم استعداد ان يقتلوا ولا يبالون المهم أن يوصلوا الحقائق وكانوا يقدمون أنفسهم تضحية لأجل رد معروف بسيط من الذين فعله أهل البيت عليهم السلام وعانوه وأوصلوا الدين، كان جزء بسيط لإيصاال العقيدة الصحيحة وتجنب المفسدة فيها هل هؤلاء الحمقى أفضل منهم! تدبروا جيداً المسألة.
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة