«جنوبية»: «حزب الله» يستشرس لطرد «أمل» من هيكل.. المجلس الشيعي!

«جنوبية»: «حزب الله» يستشرس لطرد «أمل» من هيكل.. المجلس الشيعي!
موقع جنوبية 

في مقال سابق تفردت "جنوبية" بنشر تفاصيل الخلاف المستحكم بين حركة أمل وحزب الله حول انتخاب رئيس جديد للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، خلفا للإمام الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان، ورَفْض حزب الله لمرشحي الحركة وتفضيله البقاء على الوضع الراهن، رغم دخول المجلس في الفراغ القانوني، بسبب انتهاء ولاية الهيئتين الشرعية والتنفيذية، اللتين تنتخبان الرئيس ونائبيه وأمين عام المجلس، وبذلك تنتهي ولاية نائب الرئيس الحالي الذي يسيّر أعمال المجلس حاليا الشيخ علي الخطيب.

ضحكَ ملء فيه أحدُ المشايخ الشيعة المتابعين لشؤون الطائفة الشيعية، وهو يشاهد أمس في نشرة أخبار المساء نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وهو يشدد على العلاقة ” الاستراتيجية الثابتة والمتينة” مع الشق الثنائي الشيعي الآخر حركة أمل، وقال الشيخ الشيعي”: طبعا تحالف استراتيجي متين والدليل المعركة الدائرة بين الطرفين للسيطرة على دوائر واروقة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى”! 

التسوية.. هزيمة لأمل 

 وكان مصدر مطلع في المجلس الشيعي أسرّ لـ”جنوبية”، عن “استدراج حزب الله لحركة أمل طرح أسماء مرشحيها الأساسيين لرئاسة المجلس، وهم مفتي صور القاضي الشيخ حسن عبدالله وهو يشغل أيضا المسؤول الثقافي لحركة أمل، القاضي الشيخ محمد كنعان رئيس المحاكم الشرعية الجعفرية بالوكالة، القاضي الشيخ عبد الحليم شرارة مدير هيئة التبليغ في المجلس الشيعي، وبعد أن جرى تحديد موعد لاجتماع الهيئتين الشرعية والتنفيذية من أجل انتخاب الرئيس التوافقي من بين هذه الأسماء في 28/12/2021 قبل ثلاثة أيام، من انتهاء ولاية الهيئتين التنفيذية تم إلغاء الاجتماع، بسبب عدم استجابة حزب الله للتسوية ليبقى الوضع الحالي كما هو عليه، في ظل الفراغ القانوني.  

 حركة أمل كشفت نوايا حزب الله الحقيقية وأطماعه وهي السيطرة بشكل كامل على المجلس الشيعي 

بالمقابل وبحسب المصدر نفسه، فإن “حركة أمل كشفت نوايا حزب الله الحقيقية وأطماعه وهي السيطرة بشكل كامل على المجلس الشيعي، وطردها منه، خصوصا مع ما يتداول به من طرح تسوية هي بمثابة هزيمة لحركة أمل، تقضي باستحواذ حزب الله على المجلس الشيعي، بأوقافه املاكه ومؤسساته المقدرة بعشرات الملايين من الدولارات، واهمها مستشفى الزهراء التي بناها الامام موسى الصدر، والجامعة الإسلامية التي انشأها الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وتوسعت بعهد الامام قبلان، إضافة للعديد من المراكز الاجتماعية والصحية ودور العبادة، وذلك مقابل حيازة حركة أمل لدار الإفتاء الجعفري الذي يرأسه حاليا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان”.

وتقضي التسوية،  بحسب المصدر، استقالة الشيخ أحمد قبلان من الإفتاء الجعفري، كي يرأس المجلس الشيعي ويرث والده الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان، كطلب حزب الله وهو ما نفته وتنفيه دوائر الإفتاء الجعفري حتى الآن، مع العلم أن مصادر مقربة من نائب رئيس المجلس الحالي الشيخ علي الخطيب تؤكد أن حزب الله وعده بتولي رئاسة المجلس الشيعي أيضا”.

  أزمة الشيخ الخطيب.. أزمة طائفة 

هذا وكان أيقن الشيخ الخطيب، بعد ان سمّى الرئيس نبيه بري ثلاثة رجال دين غيره لرئاسة المجلس أن بري لا يريده، فانخرط في مشروع حزب الله لإزاحة ما تبقى من نفوذ لحركة أمل في المجلس الشيعي  علّ زميله في حوزات قم السيّد حسن نصر الله المتعطش للسيطرة على المؤسسات العامة العامة،  التي تشرف عليها حركة أمل، يرضى عنه فيجزيه المنصب المنشود، أي: رئاسة المجلس الشيعي الأعلى، مع أنه (الشيخ الخطيب) استطاع بفترة وجيزة، أن يحوز على سخط غالبية موظفي المجلس، الذين رأوا فيه “شخصية متعجرفة تجاههم لا يهمه حقوقهم ولا يهتم برواتبهم”، التي تدنت بفعل الانهيار الاقتصادي، وأن كل همه إرضاء حزب الله كي يتسلّم المنصب الأعلى، الذي كان حتى زمن قريب يشرّف الطائفة الشيعية، فقام بالإشراف على إجراء تنقلات بين الموظفين،  اصبح بموجبها المكتب الإعلامي يشغله منتسبون لحزب الله، وتم إبعاد احد الإعلاميين الحركيين المعروفين وهو موظف في ملاك المجلس الشيعي أيضا رغم حيازته على خبرات وشهادات عالية.

وكذلك بالنسبة لما تبقى من موظفين تابعين للحركة جرى تخييرهم بين الانتقال الى الجامعة الإسلامية أو مستشفى الزهراء، المؤسستين التابعتين للمجلس الشيعي، في عملية تطهير لدوائر المجلس الشيعي من الحركيين، مع أن الشيخ الخطيب كنائب رئيس منتهية ولايته، لا يحق له اجراء تعيينات واتخاذ قرارات كما لو أنه أصيل ومنتخب. 

حزب الله يريد وراثة حركة أمل بوجود زعيمها رئيس المجلس نبيه بري متسلحا بغرور القوة والسلاح والدعم الإيراني

هذا الوضع المزري الذي يذكر بزمن الحروب والنزاعات الشرسة بين حركة أمل وحزب الله، لا يمكن، حسب المصدر الشيعي المطلع، “أن يبقى ضمن أروقة المجلس الشيعي، بل إنه سوف ينسحب حكما على الشارع فيسبب احتقانا بين الطرفين.

وكذلك فإنه حتما سوف يفشل التحالف المعتاد بين قطبي الثنائية،  في الانتخابات النيابية المقبلة بعد انكشاف نوايا حزب الله، الذي يريد وراثة حركة أمل وهي حية بوجود زعيمها رئيس المجلس نبيه بري، متسلحا بغرور القوة والسلاح والدعم الإيراني، غير مبالٍ بجمهور عريض  يعتبر نفسه أنه وطني أصيل لا يدين بالولاء لولي الفقيه الإيراني ولا لمرشده في لبنان  الذي يتفاخر بالسيطرة على وطن أصبح على شفير الانهيار الشامل”. 

نشر :

نموذج الطلب

 تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة