«حزب الله» يُنصّب نفسه «ولياً» على الطلاب اللبنانيين في النجف وقُمّ!

«حزب الله» يُنصّب نفسه «ولياً» على الطلاب اللبنانيين في النجف وقُمّ!
محمد شمس الدين

رغم مناشدات المخلصين والغيارى على الدين الحنيف والمذهب الجعفري المقدس، فإن هيمنة حزب ولي الفقيه، على قطاع المشيخي في حوزات النجف وقم ما زالت مستمرة، من أجل تحويلها الى قاعدة سياسية دينية تابعة له ولحلفائه.

يقول المرجع الشيعي آية الله إسحاق الفياض “لقد تكبد علماؤنا جميع المصاعب والقهر، الذي مارسته الأنظمة في سبيل الحفاظ على استقلالية الحوزة، ولم يقبلوا أي مساعدة ودعم مالي من الحكومات، فإذا وافقت الحوزة على الدعم الحكومي واستلمت المساعدات من الحكومات فستكون تابعا لها". بهذه الجملة شدد المرجع الفياض على أهمية استقلال المؤسسة الدينية من الأنظمة، وختم بالقول “علماؤنا يقبلون الموت ولا يقبلون الدعم الحكومي”. 

وعلى هذا سارت حوزات النجف الأشرف، منذ تأسيسها في القرن الحادي عشر مع السيد الطوسي، وحتى العصر الحالي في زمن آية الله السيد علي السيستاني، فلم تفسح مجالا للحكومات ولا للأحزاب السياسية، التدخل في شؤونها التنظيمية ولا في برامجها وأساليب التعليم فيها، حتى في زمن حكم صدام حسين الجائر، والمرجعية العليا اختارت بالمقابل عدم الخوض بالسياسة حفاظا على قدسية مركزها. 

الطلبة اللبنانيون تحت رحمة حزب الله 

غير أن حزب الله اللبناني الذي افتتح مكاتب له في النجف تضم ممثلين عنه، أصبح هو من يتحكم بقبول الطلبة اللبنانيين المتوجهين للعراق من أجل دراسة العلوم الدينية، ويعمل في سياسته التوسعية للسيطرة على كافة مرافق الحياة للتحكم بقرارها واستغلالها في مشروعه السياسي.

ومن هذه القطاعات المهمة القطاع المشيخي، الذي أمعن حزب الله بتدميره وتخريبه منذ أربعين سنة في لبنان، وذلك عندما بدأ بتخريج المشايخ بسرعة، وكان يعمل على تشغيلهم في ظل أوامر الولي الفقيه في الداخل والخارج، ليقوموا بالتعبئة العامة لإعداد جيشه الذي من خلاله، سيكون كل قرار الطائفة الشيعية في لبنان منقاداً للقيادة الإيرانية في طهران.

و يعمل حزب الله في كل تلك المساعي  للسيطرة على القطاع المشيخي  لا يغفل عن أهمية هذا القطاع في التأثير بآراء الناس وخياراتهم السياسية.

العديد من الطلاب الحوزويين منعوا من مواصلة الدراسة الدينية في حوزتي قم والنجف 

 ومنذ سيطر حزب الله على الحوزات اللبنانية  لم تعد هذه الحوزات تُخرِّج الفقهاء والمجتهدين، بل غدت تُخرَّج المُرددين كالببغاء لكلمات القادة في مشروع حزب الله السياسي، فصارت أكثر حوزات لبنان تردد القيل والقال في أندية الرجال  كرمى لعيون رواتب آخر الشهر التي صار إنفاقها على قاعدة : ” من دهنو سقيلو ومن زيتو قلليلو “، بحيث صار حزب الله يسيطر على موارد الحقوق الشرعية من الخمس وغيرها  ويُقوم بدفع رواتب مشايخه منها بحسب الهوى السياسي، وليس على قاعدة العدالة الاجتماعية! 

 لجنة توثيق الطلبة اللبنانيين 

وغني عن القول ان حوزات مدينة قمّ المقدسة في إيران، أصابها ما أصاب حوزات النجف قبل ذلك بعقود، بمساعدة سلطة ولاية الفقيه. 

وقد سعى حزب الله جاهداً ليكون قرار قبول ورفض المشايخ في الحوزتين القمية والنجفية، خاضعاً لرأي أجهزته الأمنية، فمن يوافق عليه أمن حزب الله، تقبله الحوزة في قم المقدسة والنجف الأشرف للدراسة والتدريس فيها، ومن لا يوافق عليه أمن حزب الله تقوم اللجان المخصصة بالتنكيل به، واختلاق الأزمات له لتشريده، وإبعاده واستبداله بالذي هو أدنى! 

 حزب الله أصبح هو من يتحكم بقبول الطلبة اللبنانيين المتوجهين للعراق من أجل دراسة العلوم الدينية

  وقد اشتهرت قصص العلماء الذين حُرمت الحوزة من الاستفادة من إمكاناتهم العلمية والعملية، بسبب هذه السياسة، كما علمنا أن العديد من الطلاب الحوزويين منعوا من مواصلة الدراسة الدينية في حوزتي قم والنجف! 

 وتأتي آخر المستجدات من خلال رفض لجنة توثيق الطلبة اللبنانيين في النجف، رفضها تجديد إقامات بعض الطلاب بسبب مواقف سياسية، وحرمان آخرين من الاستفادة من إمكانات الحوزة، ومنع مجموعة من فضلاء الأساتذة والمدرسين اللبنانيين من الاستقرار في النجف للأغراض عينها! 

 ويأتي ذلك من خلال تناغم أعضاء اللجنة مع سياسات حزب الله وتنسيقهم غير المعلن معه، وقد ساعد ذلك على تدمير مستقبل الكثير من طلاب العلم الديني، وتشريد عوائلهم وتخريب بيوتهم، دون أن تُحرِّك المرجعية العليا ولا وكلاؤها ساكناً في هذا الملف.


نشر :

نموذج الطلب

 تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة