محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (7): اتهامات ضدّ «المراجع» بالعمالة والقعود عن الجهاد

محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (7): اتهامات ضدّ «المراجع» بالعمالة والقعود عن الجهاد
باقر صوفان

من العلماء المحققين الذين تفردوا ببعض الآراء الاجتهادية في بعض مسائل العقيدة الفقيه المحقق الشيخ محمد جميل حمود وهو الذي كان ينوب عن الفقيه المفكر الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين في إمامة الجماعة في قاعة الاحتفالات الكبرى ولاحقاً في مسجد الإمام الصادق عليه السلام الكبير في دوار شاتيلا وكان يُدرِّس في حوزته حوزة معهد الشهيد الأول للدراسات الإسلامية..

وللشيخ حمود عشرات المؤلفات العقائدية والفقهية والتحقيقات لكثير من مسائل التاريخ والسيرة، ويعمل كثير من العلماء والخطباء بكثير من آرائه، وإن كان قد تفرد ببعض الآراء النادرة والتي منها كتابه حول عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله.

ولما طبع كتابه هذا قامت مجموعة من حزب الله بمداهمة بيته في منطقة الليلكي في ضاحية بيروت الجنوبية وأهانته أمام طلابه وجيرانه وأفراد عائلته واستولت على نسخ الكتاب المذكور بالقوة لتمنع من نشره، والبعض قد يرى من الراجح عدم نشر الكتاب المذكور.

ولكن الحرام البَيِّن هو هتك حرمة هذا العالم المحقق وحرمة بيته وأسرته وهو الذي ما زال يتعرض لمحاولات التشويه من قبل حزب الله منذ أن تصدى لوكالة مرجعية المرجع الراحل الشهيد الميرزا علي الغروي، حيث اعتبر الحزب تصديه لهذه الوكالة وترويجه لمرجعية الغروي أمراً منافساً للمرجعية التي يريد الحزب فرضها ولو بالقوة، حيث سعى ويسعى الحزب لتحويل المقلدين من المرجعيات الأخرى للمرجعية التي يهوى ويريد.. 

 وقد ذكر لي بعض الزملاء في كندا أن بعض محازبي حزب الله هناك يعادون من لا يرجع إلى مرجعيتهم بالتقليد الفقهي وفي هذا ونظائره من السلوك غير الديني والأخلاقي عدوان واضح على بقية المرجعيات الشيعية فعشرات المرجعيات تعرضوا لهذا النوع ونظائره من الأذى والعدوان كالسيد الخوئي والسيد السيستاني والسيد محمد الشيرازي وهلما جرا..

فعدوان الحزب على المرجعيات الشيعية الأخرى من الواضحات التي يكثر الحديث عنها في مختلف الأندية الأدبية والدينية..

فقد كان السيد الخوئي بنظرهم قاعداً عن الجهاد والسيد السيستاني لا علم له بالقضايا السياسية والسيد الشيرازي عميلاً للقوى الكبرى وهكذا وقد تجلت الكثير من هذه الافتراءات وتكشفت مع الزمان للشباب الواعي ولمختلف طبقات المثقفين.. خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبانية في العراق ضد النظام الصدامي ورعاية السيد الخوئي لها مما أدى لقتله مسموماً لاحقاً من قبل النظام.

وبعد النهضة في وجه التكفيريين وفتوى السيد السيستاني الخالدة بالجهاد الكفائي في العراق وتأسيس الحشد الشعبي هناك، وبعد النشرات والكتابات التي انتشرت للسيد محمد الشيرازي في الفكر والفقه السياسي والاجتماعي سيما كتابه: “السبيل إلى إنهاض المسلمين”.. فظهر من كل ذلك كذب ما كان يروجه حزب الله ضد هذه المرجعيات الشيعية الأصيلة التي كان وما يزال لها فضل في حفظ التشيع وتحصين الشيعة في العديد من بلدان العالم..

ومن ذكرناهم من المرجعيات هم عيِّنة من المرجعيات الشيعية التي تعرضت للهتك والعدوان من قبل محازبي حزب الله في طول مسيرته في العمل الإسلامي..

وما حال مثال مرجعية المرشد الروحي لحزب الله الراحل السيد محمد حسين فضل الله ببعيد،مع تحفظنا على بعض الآراء العقائدية والفقهية والتفسيرية والتاريخية التي كان يطلقها السيد فضل الله من على منابره ووسائل إعلامه وكتاباته.

 وهنا قصة يحسن ذكرها تثبت انحراف حزب الله الأيديولوجي عن الخمينية وهي أنه لما مات المرجع السيد حسين الطباطبائي البروجردي أستاذ السيد الخميني تعطلت الدروس أربعين يوماً في حوزة قم المقدسة، وبعد التعطيل لم يتجرأ أحد على ارتقاء منبر السيد البروجردي والتدريس مكانه سوى السيد الخميني، فكان أول ما قاله على منبر أستاذه: “الآن الناس سوف يسألونكم من نُقَلِّد ومن لا نقلد؟ “قولوا: قلد فلان،ولا تقولوا: لا تقلد فلان، لأنه بقولكم قلد فلان ولا تقلد فلان كلاهما يسقط من أعين الناس لأن التعارض بين الخبرين لا يوجب سقوطهما فقط في علم الأصول بل في كل شيء إذا تعارضا تساقطا”.

وهذه القاعدة لم يعمل بها الخمينيون لا في لبنان ولا خارجه، لذلك أسقطوا احترام وقدسية كل العلماء ومحاربة الذين لا يؤمنون منهم بولاية الفقيه.


نشر :

نموذج الطلب

 تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة