محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (6): «فيتو» يحرم الشيخ محمد كنعان من رئاسة المحاكم

محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (6): «فيتو» يحرم الشيخ محمد كنعان من رئاسة المحاكم

باقر صوفان

لا يخفي حزب الله رغبته الجموحة في السيطرة على كل شيء للشيعة في لبنان ومن أهم ما يسعي للتحكم بقراره هو المؤسسات الرسمية الشيعية التي يأتي في طليعتها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والمحاكم الشرعية الجعفرية ،لكن حجر العثرة أمام طموحاته ورغباته في المرحلة الراهنة هو وجود رغبات حركة أمل والرئيس نبيه بري الذي يعتبر هذه المؤسسات من الحقوق المكتسبة لحركة أمل فلا ينبغي أن تخرج عن قراره ..

اذا كان حزب الله في السنوات الأخيرة أصبح قادراً على التعطيل والتشغيل في هاتين المؤسستين بنسبة كبيرة فعلى صعيد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، استطاع الحزب تعطيل الصفة القانونية للأمانة العامة للأوقاف بوضع الڤيتو على إقرار وجودها من الناحية القانونية رغم أن صاحب فكرة قوننتها هو معمم حزبي ومسؤول في تنظيم حليفه في الدائرة الشيعية عنيت به فضيلة الشيخ حسن شريفة ..

وأما على صعيد المحاكم الشرعية الجعفرية فلم يتمكن الحزب من وضع الڤيتو على انتخاب رئيس المحاكم السابق العلامة الشيخ حسن عواد والذي يعتبره الحزب من الرافضين الأشداء لسياساته كون الأخير يرفض العمل الحزبي برمته، فهو نجل العلامة الزاهد التقي الفقيه الورع الشيخ حسين عواد الذي عندما صلى عليه السيد الخوئي صلاة الميت في النجف الأشرف قال في صلاته : ” السلام عليك يا أبا ذر لبنان”.

فالشيخ حسن هو نجل هذا الفقيه العادل لذلك كان وما يزال لا يهوى العمل الحزبي بتاتاً.. ويوم كان الشيخ حسن عواد إماماً لمسجد الإمام زين العابدين عليه السلام المعروف بمسجد عواد في منطقة الغبيري ويتصدى لإمامة صلاة الجماعة في هذا المسجد ويعطي الدروس الفقهية والفكرية فيه، تفقه في تلك الفترة على يديه الكثير من قادة حزب الله يوم لم يكن هناك وجود للحزب على الساحة.

وقد استطاع الحزب أن يفرق جماعة الشيخ حسن عنه ولكنه لم يستطع السيطرة عليه كما لم يتمكن من وضع ڤيتو على انتخابه رئيساً للمحاكم الشرعية الجعفرية في عهد الفقيه المفكر الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ولما تقاعد الشيخ حسن وجرى الحديث عن الرغبة لاستخلافه بالقاضي الشيخ محمد كنعان وضع حزب الله الڤيتو على هذا الانتخاب، كون الشيخ محمد ينتهج نهج الشيخ حسن في التعاطي مع العقلية الحزبية.

فما لم ينله الحزب من الشيخ حسن ناله في الشيخ محمد من بعده لتبقى المحاكم ضحية هذه التجاذبات التي يرى الحزب أنه لا بد أن تكون له اليد العليا فيها وإن كان محرجاً من رغبات الرئيس نبيه بري ولكنه أصبح الآن قادراً على التعطيل ما لم تكن له حصة وازنة في هذه المؤسسات…

 وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الطائفة الشيعية متجهة نحو سيطرة القطب الواحد وأن المسألة ليست سوى مسألة وقت لا أكثر ولا أقل..

وكما اعتدى الحزب بهذه الطريقة على حق القاضي كنعان في رئاسة المحاكم فقد اعتدى على حقوق قضاة آخرين لم ينسجوا معه في القضاء والأداء.

والحديث عن تدخلات الحزب في قرارت المحاكم ووضعية بعض قضاتها لا يخفى على النبيه، فالحزب يتدخل في القضاء الشرعي كما المدني والجزائي والإداري وبطرق ملتوية لا يقرها الدين والقانون.. خصوصاً عبر تدخلات اللجنة الأمنية والمسؤولين الأمنيين وفي كل يوم قد يلتمس المتابع مثل هذه التدخلات غير المباشرة والمباشرة في أحيان كثيرة وهذا الأمر لم يعد من الأسرار..


نشر :

نموذج الطلب

 تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة