خطر البترية على بعض أتباع المرجعية.. قراءة في تأثيرات الأدعياء على أتباع العلماء

خطر البترية على بعض أتباع المرجعية..  قراءة في تأثيرات الأدعياء على أتباع العلماء

أبو زهراء الحيدري


 البترية توصيف يطلق على من لديه خلل بالبراءة من أعداء الزهراء وأهل البيت عليهم السلام وقد وردت هذه التسمية عندما دخلت جماعة على الإمام الباقر عليه السلام وقالوا نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعدائهم، ثم قالوا نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم، فالتفت إليهم زيد بن الإمام السجاد عليه السلام وقال لهم أتتبرون من فاطمة؟ بترتم أمرنا بتر الله أمركم.

يمكننا هنا استعارة هذا التوصيف والمفهوم وسحبه إلى واقعنا الذي نعيش يومياته ومفرداته على مضض ضمن البيت الشيعي نفسه، وتحديدا على بعض أتباع المرجعية الذين ليس لديهم براءة كاملة ورفض لساني أو قلبي تجاه الأدعياء والدجالين وأعداء المرجعية، باعتبار أن الحق والباطل، والعلماء والأدعياء، والمرجع والمتمرجع، والفقيه والسفيه، هي مفاهيم متضادة لا تجتمع ولا تمتزج ولا تتداخل ولا تتواصل مع بعضها البعض.

فمن يتولى العلماء عليه نبذ الأدعياء، ومن ينخرط في خط الفقاهة عليه أن لا يضع قدمه في خط السفاهة، ومن يتمسك بالمرجع الحقيقي لا بد أن يركل كل المتمرجعين المزيفين، ويكسر صنمتيهم، ويهتك قداستهم، ويحقرهم ويحتقرهم؛ لا أن يوقرهم ويحترمهم، لأنهم سرقوا وتربعوا على منصب القيادة الدينية النائبة التي خصصها الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف للعلماء الجامعين للشرائط من علم وورع، وعفة وفقاهة، وزهد ونزاهة، ومخالفة الهوى ومجانبة الباطل وليس لأدعياء العلم وأشباه الرجال وثعابين الدين وتجاره المبتذلين.

ليس كلامنا هنا موجه ومنصب هذه المرة لأتباع الأدعياء والمرضى بداء الاتباع الأعمى، الذين أسميناهم بالشيعة العمرية لأن السواد الأعظم من هؤلاء باتوا مهووسين بعبادة آلهة من تمر وأصنام من حجر، بل موجه إلى بعض من إخواننا من أتباع المرجعية الحقة الذين أصابهم رذاذ من خط الأدعياء وفايروساته المنتشرة في أرجاء مدننا ومجتمعنا، وفي أسواقنا وأزقتنا، فتفاعلوا مع إطاري الدجال، وصدّقوا أكاذيبهم، وتقبلوهم كعلماء ومراجع إلى جنب المراجع العظام، والعلماء الأعلام، فدمجوا ومزجوا الحق بالباطل، فأصبحوا كمئات الملايين من المسلمين الذين يحبون أهل البيت (ع)، وفي نفس الوقت يحبون أعداءهم في معادلة تاريخية عجيبة لا حل لها عند كل علماء الرياضيات والفلاسفة والمناطقة !!.

ولعل أغرب ما سمعناه وأصابنا بالخيبة، هو ما صدر من أحد الخطباء المعروفين ممن خدم المنبر، وعُرف بمواضيعه الاجتماعية، ونقده اللاذع للسلبيات، تفاجأنا عندما عُرض له تسجيل يمتدح أحد المتمرجعين الأدعياء من حوزة (الكركري!).

والمعروف عن هذا الدعي تمجيده للطاغية صدام واستقباله للمثلات؛ تخيلوا هذا الخطيب الكبير الذي برغم دفاعه عن المراجع الحقيقين لكنه في نفس الوقت يمتدح دعي ويشيد بورعه.

الله أكبر هل من يسرق موقع المرجعية، ويستلم أموالا طائلة، ويضلل الآلاف، يكون ورعا ومن ذوي الأخلاق الحسنة، إذا كان حال الخطيب ابن الحوزة هذا فتخيلوا حجم الخطر المحدق بالعديد من أتباع المرجعية، الذين يتأثرون بلباس الأدعياء وخطبهم!

(قبل أيام قلائل زارني أحد الأصدقاء، وهو من مقلدي المرجعية، وعندما تجاذبت معه أطراف الحديث عن الانتخابات القادمة قال لي: ما رأيك أن ننتخب فلانا، فقلت له: إن هذا الشخص من خط الأدعياء، وحتى لو كانت له موصفات جيدة في جانب يبقى رهين لقرارات جهته، فقال لي: إن هذه الجهة من الأخيار، فاكتشفت أن صاحبنا كانت تمر عليه الأحداث دون أن تستوقفه، حتى تلك الأحداث الفظيعة، مثل جريمة الاعتداء على مرقد الإمام الحسين (ع) في إحدى الزيارات الشعبانية.

وعندما أردت أن أُخرج له صورة متمرجع دجال آخر وهو يرقص بحفلة، غض صاحبنا نظره، واعتبر ذلك غيبة وحرام!.

 وبرأيي أن جميع الإخوة ممن لا براءة لهم من خطوط الدجل والسفاهة لا يتوقفون عند الحدث أو يتناسونه سريعا أو يخزنونه في ذاكرة مثقوبة.

فنقول لهم إن الباطل وأهله وفي سياق عداءه وصراعه التاريخي مع الحق ومساعيه الشريرة للنيل منه، لا يعلن حقيقته ويكشف هويته بل يرتدي رداء الحق ويتلبس بلبوسه ويعتم بعمته لأن الباطل بكل تمظهراته ومصادقه يعي ويدرك جيدا بانه مرفوض ومنبوذ، فيعمد الى التمظهر بالحق لكي يكون مقبولا ومن ثمة يوجهه طعناته الى ظهر الحق ليزيحه عن مسرح الحياة ويتربع في مكانه.

فنقول لهولاء الإخوة المصابين بأنفلونزا الأدعياء الوبائية بسبب ضعف المناعة وحسن الظن والطيبة الزائدة عن حدها العقلي والشرعي، إن أي تقبل للباطل وأهله في نفوسكم وقلوبكم معناه أن هذا الباطل قد توغل وتغلل بمساحة معينة، وأزاح عن صفحة قلبكم مقدارا ومساحةً من الحق ويتربع فيها مُشَكِّلا ندبة ضلالة وزاوية انحراف قد تتسع وتتوسع الى مديات أكبر ومساحات أكثر ولات ساعة مندم.

نشر :

نموذج الطلب

 تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة