رئيس "جبهة عشائر العراق في الجنوب" محمد الكعبي : أموال الخمس تفجر الصراع بين الشيرازيين و"ولاية الفقيه"

رئيس "جبهة عشائر العراق في الجنوب" محمد الكعبي : أموال الخمس تفجر الصراع بين الشيرازيين و"ولاية الفقيه"
ألقت قضية اقتحام أتباع المرجع الديني آية الله الصادق الحسيني الشيرازي مقر السفارة الإيرانية في لندن احتجاجاً على اعتقال مرجعهم في قم من قبل السلطات الإيرانية، بظلالها على حقيقة الخلاف المتصاعد بين التيار الشيرازي وتيار "ولاية الفقيه" بقيادة المرشد علي خامنئي في إيران، فيما يؤكد مراقبون ومحللون للشأن الإيراني أن النظام الحاكم في إيران يسعى إلى الحد من نفوذ التيار الشيرازي نتيجة خلافات عقائدية بين التيارين، حيث يرفض التيار الشيرازي الاعتراف بنظرية "ولاية الفقيه"، بينما يتهم أنصار الأخيرة الشيرازيين بـ"التطرف والغلو"، مؤكدين أنهم "يؤمنون بعقيدة متطرفة".

من جانبه، كشف رئيس المكتب السياسي لجبهة عشائر العراق في الجنوب محمد الكعبي في تصريحات لـ"الوطن البحرينية"، عن أن "الخلاف بين الشيرازي وخامنئي لعبة جديدة وصراع حول التوسع والاستحواذ على أموال الخمس"، موضحاً أن "هذا الصراع ليس جديداً بين ما يسمى مرجعية الشيرازي والتي تعتبر من المرجعيات الأكثر تطرفاً ودموية، ونظرية "ولاية الفقيه" التي نشرها آية الله روح الله الخميني وقت اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979، واستمر الصراع في مراحل مختلفة ولكن لم يخرج عن دائرة التوسع والنفوذ بينهم".

وأضاف الكعبي أن "الصراع اليوم بين خامنئي والشيرازي حول أموال الخمس التي تسلب من بعض المغرر بهم من الخليج العربي أو العراق وتعود للعرب كرصاص وبارود يخترق أجساد أبناء الأمة وبعضه يذهب إلى رجال متطرفين يرتدون العمائم مثل ياسر الحبيب الذي يسكن بريطانيا وغيره من الذين يبثون أفكار الإرهاب والتفرقة والخرافات في عقول مجتمعاتنا، وهذا يعتبر مشروعاً في استمرار الفوضى وإضعاف دولنا العربية، كل هذا الصراع عبارة عن سيناريو مفضوح ومكشوف بكل أبعاده".

وقال الكعبي إن "ما وقع في لندن من اعتداء على سفارة إيران لا يخرج عن هذا الإطار في إطار التوسع على حساب شعوبنا العربية، ومجموعة من الشيرازيين ومقرهم في كربلاء يريدون أن يصوروا للعالم أن لهم شعبية وأنصاراً، والحقيقة أن أبناء شعبنا العراقي العربي الْيَوْمَ وخاصة في الجنوب العراقي أصبحوا يرفضون كل هذه العناوين الشيرازية ونظام خامنئي، وهذه الحقائق تدحض كل محاولاتهم من النيل من شعوبنا أو تمرير مخططاتهم".

ومن المعلوم أن مرجعية الأسرة الشيرازية التي لها أتباع في إيران والعراق وعدد آخر من البلدان ذات التواجد الشيعي، يرفضون "ولاية الفقيه" وحكم المرشد الإيراني خامنئي.

ويرفض الشيرازي نظرية فصل الدين عن السياسة، بل يؤمن بالعلاقة بين الدين والسياسة، وهو يعتقد أن السياسات الإسلامية الحقيقية تتعارض وتتناقض مع السياسات الحالية التي تحكم الدول الإسلامية، لذا فإن أحد أسباب الخلافات مع خامنئي هو أن آية الله الشيرازي يعتقد أن سياسة خامنئي لإدارة البلاد تتناقض مع فكرة الإسلام الصحيح بسبب اعتقاد خامنئي بمبدأ "ولاية الفقيه".

واتسع نفوذ أسرة الشيرازي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 حيث دعم المرجع محمد الشيرازي مؤسس الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني واحتلت "منظمة العمل" الشيرازية التي قادها محمد تقي المدرسي شوارع طهران ونصبوا المشانق لمعارضي الثورة ومن ثم تمددوا بالأجهزة الأمنية الإيرانية كونهم في الغالب من أبناء وأقارب وأتباع المراجع  الإيرانيين الذين ولدوا بكربلاء والنجف في العراق ويحملون الجنسيات الإيرانية.

بعد ذلك نشطت الحركة في المجال الاقتصادي ودخلت بازار طهران وقامت بجمع ملايين الدولارات من أنصارها وتابعيها ومقلدي الشيرازي في إيران والعراق ودول الخليج وانتشرت عدد الحسينيات التي يملكونها في قم وأصفهان.

وقد دبت الخلافات بينهم وبين النظام الإيراني، وبدأ الحرس الثوري يحد من تنامي الشيرازيين بعد ما أيد الشيرازي فكرة مجلس شورى الفقهاء بدل "ولاية الفقيه" المطلقة بعد وفاة الخميني وهو على غرار الكثير من المراجع التي ترفض ولاية المرشد الحالي علي خامنئي.

ويعارض الشيرازي فتوى خامنئي بتحريم التطبير "ضرب الرأس بالسيف في مراسم عاشوراء"، حيث تم إغلاق حسينيات الشيرازي وتحجيم نفوذه وفرضت الإقامة الجبرية عليه حتى وفاته عام 2001.

وقد عمل الشيرازيون على توسيع نفوذ المشروع الإيراني في المنطقة العربية من خلال اختراق المجتمعات الشيعية في المنطقة وإنشاء منظمات سياسية مذهبية وميليشيات في دول خليجية تحت غطاء العمل الديني وتوسيع الحسينيات، حيث استقطبوا الكثير من المناصرين.

وقد تفجرت المشاكل والاختلافات العقائدية والفكرية بين التيارين خاصة أن النظام الحاكم في إيران يقوم على نظرية "ولاية الفقيه" بقيادة خامنئي حالياً، بينما لا يقبل الصادق الشيرازي بهذه الفكرة.

وفي خطاب سابق، وجه الصادق الشيرازي انتقادات حادة للنظام الحاكم في إيران واعتبر إعدام المعارضة انتهاكاً للشريعة، كما أدان قمع الشعب والمتظاهرين الذين ساعدوا في تأسيس الثورة عام 1979، قائلاً إن "قمع هؤلاء الناس يتعارض مع الحكم الإسلامي".

وللشيرازيين نحو 18 قناة فضائية و3 شبكات إذاعية، وواحدة من هذه القنوات تنتمي إلى عائلة آية الله الشيرازي، وتم إنشاء هذه الشبكات بهدف نشر أفكار تعرف بـ"أيديولوجية الشيرازي للتشيع" في جميع أنحاء العالم.

نشر :

نموذج الطلب

 تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة