البُترية ودورها في القضية المهدوية (1)
بقلم: الشيخ نهاد الفيَّاض
بسم الله الرحمن الرحيم
1ـ من هم البُترية؟
▪️البُترية « بضم الباء » هم فرقة من فرق الشيعة بالمعنى الأعم، وهم أصحاب كثير النواء، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عتيبة، وسلمة بن كهيل، وأبي المقدام ثابت الحداد .. وقد جاء في ذمَّهم ما روي في اختيار معرفة الرجال بالإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أنَّ البُترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب، ما أعزَّ الله بهم ديناً.
2ـ معالم الفرقة البُترية.
▪️يظهر لمن تابع أحوال رؤوس الفرقة البُترية أنَّ لديها ضعفاً واضحاً في جانب الولاية لأهل البيت عليهم السلام، وذلك كإنكارهم لجملة من مقاماتهم وفضائلهم عليهم السلام، كما أنَّ لديهم ضعفاً آخر في جانب البراءة من أعداء أهل البيت، وذلك كتولّيهم لبعض الرموز المعادية لأهل البيت عليهم السلام والرضى عنهم، ولأجل اتضاح هذا الأمر أكثر نفصّل الكلام في نقطتين اثنين.
▪️النقطة الأولى: ضعف الولاية.
▪️ ففي اختيار معرفة الرجال بالإسناد عن أبي عبيدة الحذاء، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: إنَّ سالم بن أبي حفصة ( البُتري ) يقول لي … قال أبو جعفر عليه السلام : ويح سالم وما يدري سالم ما منزلة الإمام، منزلة الإمام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون.
▪️ببيان: إنَّ الظاهر من هذا الحديث أنَّ لسالم بن أبي حفصة اعتقاداً ناقصاً في منزلة الإمام لم يقبل به الإمام الباقر عليه السلام.
▪️وجاء في الخرائج والجرائح عن جابر قال: كنا عند الباقر عليه السلام نحواً من خمسين رجلاً، إذ دخل عليه كثير النواء ( البُتري ) فسلَّم وجلس ثمَّ قال: إنَّ المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة يزعم أنَّ معك ملكاً يعرّفك الكافر من المؤمن، وشيعتك من أعدائك؟! قال عليه السلام: ما حرفتك؟ قال: أبيع الحنطة. قال: كذبت. قال: وربما أبيع الشعير. قال: ليس كما قلت، بل تبيع النوى. قال: من أخبرك بهذا؟ قال: الملك الذي يعرّفني شيعتي من عدوّي.
▪️ببيان: إنَّ كثيراً هذا كان ينكر إخبار الملائكة للإمام المعصوم، ولذلك أنكر على المغيرة بن عمران أشد الإنكار ووصف حديثه بالزعم.
▪️النقطة الثانية: ضعف البراءة.
▪️ففي اختيار معرفة الرجال بالإسناد عن سدير، قال: دخلتُ على أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء، وجماعة معهم، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهم السلام، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولى علياً وحسناً وحسيناً ونتبرأ من أعداهم. قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم. قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال: لهم أتتبرؤن من فاطمة، بترتم أمرنا بتركم الله.
▪️وجاء في تقريب المعارف لأبي الصلاح عن سالم بن أبي حفصة ( البُتري ) قال : دخلتُ على أبي جعفر عليه السلام، فقلتُ: أئمَّتنا وسادتنا ، نوالي من واليتم ونعادي من عاديتم ونتبرّأ من عدوّكم ، فقال : بخ بخ يا شيخ إنْ كان لقولك حقيقة . قلتُ : جعلتُ فداك إنَّ له حقيقة. قال عليه السلام : ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قلت: إماما عدلٍ رحمهما الله ، قال : يا شيخ والله لقد أشركت في هذا الأمر من لم يجعل الله له فيه نصيباً.
▪️والخلاصة من كلِّ هذا: إنَّ من أهم المعالم المنحرفة للفرقة البُترية هو الضعف الواضح في جانب الولاية للمعصومين والبراءة من أعدائهم.
▪️وللكلام تتمة…..
نشر :
إضافة تعليق جديد