حزب الله «يُشنّع» على علماء الشيعة خارج «ولايه الفقيه»..إبحث عن الإنتخابات!
جنوبية/ علي الحسني
في خطوات كانت وما تزال استباقية من قبل حزب ولاية الفقيه في لبنان والمنطقة، ومن باب الاحتياط المسبق، يعمل حزب الله منذ نشأته وحتى الساعة، على تقويض حركة كل المستقلين الشيعة من علماء ومثقفين وفعاليات ومفكرين ومن الكافة.
يبذل حزب الله جهودا جبَّارة في استقطاب أبناء الطائفة الشيعية، الذين يعملون في إطار الأحزاب والتنظيمات اللبنانية الأخرى من شيوعيين وقوميين وغيرهم.
ويبدو هذا النهج واضحاً للمراقب والمتابع، فالحزب لا يوفر جهداً في القضاء على أي ظاهرة تجمعات أو تكتلات أو جمعيات ناشطة في الدائرة الشيعية خاصة، خوفاً من أن تمتلك هذه الظواهر قدرة على استقطاب الشباب والناشئة، مما يُقلل من حجم قدرة الاستقطاب، الذي يعمل عليه الحزب في طريقته لتحويل كل الطائفة الشيعية في لبنان، إلى خزَّان يَمُدُّ الحزب بأعداد المقاتلين الذي يحتاجه لخوض معاركه المختلفة في الداخل والخارج، تنفيذاً لسياسة الممول الإقليمي.
ويرى حزب الله في القطاع المشيخي في لبنان – قطاع علماء الدين – البقرة الحلوب في هذا الاتجاه، فهي التي تدر عليه ما يشاء من أعداد المُسْتَقْطَبين، كون العالم الديني – في المجتمع الشيعي بنحو الخصوص – أقدر من غيره على السيطرة على أرواح الناس، فهو أكثر أهلية لتسخير الطاقات البشرية، من خلال العقيدة والفقه والأخلاق والآداب الاجتماعية، المستقاة من القرآن وسيرة أهل البيت النبوي، والتي يمكنه أن يقوم بتعليمها لمختلف شرائح المجتمع.. لذلك عندما يتحرك العالم الديني تتحرك الأمة كلها معه.
السيطرة على علماء الدين
وحزب الله كان وما يزال يطمح للسيطرة على قطاع علماء الدين بشكل كامل، لذلك لم يسلم من شرِّه، وشر محازبيه أحد من علماء الدين الشيعة المستقلين، وهو يحاول جهده ليل نهار لتسقيط هؤلاء اجتماعياً ونفيهم اقتصادياً ومالياً.
وفي المقابل تعمل “فقَّاسة” حوزات “حزب الله” ليل نهار، على تخريج المعممين الحزبيين لتصرف وجوه الناس نحو هؤلاء، ولتُبعد الناس عن العلماء الحقيقيين الواقعيين الفعليين.
يُتوقع سقوط حزب الله بشكل مدوٍ في الانتخابات المقبلة لأنه تخلَّى عند الشدة عن بيئته الحاضنة نعم يوجد عدد من هذه الأعداد الغفيرة ممن يدَّعون الاجتهاد والفقاهة، ويُصدِّرون الفتاوى في كل يوم، وإن كان الناس لا يعملون بفتاواهم، كونهم لم يتمكنوا من إظهار علمهم، الذي يُثبت اجتهادهم لا في الكتب ولا في التدريس.
فهؤلاء بدأوا بتدريس مرحلة البحث الخارج في لبنان وفي قم المقدسة، ولكنهم لم يتمكنوا من إثبات اجتهادهم بما يحسن السكوت عليه.
فلا يستطيع أحد أن يقضم بضرس قاطع، على وجود عالم مجتهد حالياً في تشكيلات “حزب الله” المشيخية في لبنان وخارجه. ولا يخفى وجود نخبة من العلماء المجتهدين المستقلين، أمثال آية الله الشيخ حسن طراد، وآية الله الشيخ محمود قانصو، وآية الله السيد نسيم عطوي، وآية الله الشيخ عبد الحسين صادق، وآية الله السيد محمد علي الأمين، وآية الله السيد علي الأمين، وأضرابهم من أعيان علماء الشيعة في لبنان، الذين لا ينضوون تحت لواء التشكيلات الحزبية.
عزل العلماء المعارضين
وعلى كثرة المعممين المنتمين للحزب اليوم – حتى آخر الشهر بالعملة الصعبة – الذين قد يصل عددهم في الداخل والخارج إلى حدود الألف، على كثرة هؤلاء لا يوجد بين جميع معممي “حزب الله” في لبنان وخارجه الآن، من يُسلَّم له ببلوغ رتبة الاجتهاد.
أما بالنسبة للعلماء المستقلين المعارضين الذين يجاهرون ببعدهم عن ولاية الفقيه، فان “حزب الله” يخوض هذه الأيام حرباً تمهيدية بقوة ضدهم قبل موسم الانتخابات النيابية القادم، بهدف كسرهم وعزلهم قبل أن تُسمع لهم كلمة ورأي في المرشحين المقبلين!
يخوض حزب الله حرباً بقوة ضد العلماء البعيدين عن ولايه الفقيه قبل موسم الانتخابات النيابية وتتلخص الحرب المُستجدة بتشويه السمعة وبث الدعايات والإشاعات التسقيطة والمفتريات والأكاذيب، عبر مختلف أجهزة الحزب الأمنية سراً وعلانية، وصولاً إلى مرحلة عدم قدرة تأثير هؤلاء العلماء على الناخبين، لأن “حزب الله” يُتوقع له سقوط مدوٍ في مختلف الدوائر الانتخابية في الانتخابات المقبلة، لأنه تخلَّى عند الشدة عن بيئته الحاضنة، وقَصَر خدماته التموينية والمالية والصحية في زمن الأزمات المعيشية والنقدية على المحازبين فقط!
فهل ستنجح خطة “حزب الله” في تسقيط علماء الدين الشيعة المستقلين في المرحلة المقبلة، تمهيداً لأجندته التي أعدها للانتخابات القادمة؟
نشر :
إضافة تعليق جديد