كفى «شعوذة» لشعائر عاشوراء
السيد محمد حسن الأمين
إنّ ذكرى استشهاد الحسين تتميّز بأنّها أطلقت أنموذجاً ربما يكون فريداً في تاريخ الإنسان لجهة الوقوف ضد الباطل والظلم والاستبداد، وكانت مسرحاً لتضحية قد يوجد ما يشابهها من التضحيات الإنسانيّة، في سبيل تحرير الكائن الإنساني، ومنحه حقّه في الحياة الحرّة الكريمة وفق التكريم الإلهي الذي فرضه الله لهذا الكائن الإنساني.
وهنا أريد أن أختصر فلا أستعرض تاريخ هذه الذكرى، وكيفيّة الممارسات التي تتصل بها في جميع العصور الإسلاميّة ولكن الذي أريد أن أقوله باتجاه الممارسات التي كان بعضها قديماً نسبياً كضرب الرؤوس والأجساد بالطريقة التي نعرفها، والتي كدنا أن نعتاد عليها، وما أضيف لها اليوم في هذه المرحلة، من طقوس شديدة الغرابة، كوضع الأقفال والتطيين والمشي على النار، أريد أن أقول وأنا مسؤول عن رأيي هذا:
إنّ المعنى الذي تتضمّنه هذه الطقوس هو أشبه بما عرفه التاريخ من طقوس وثنية أو دينيّة قديمة، وهي إذا كانت تعبّر عن شيء وهو شيء مؤسف أن درجة وعي أولئك الذين يمارسون هذه الطقوس لا تتناسب مع الوعي المطلوب لجوهر الثورة الحسينيّة، بل هي مستمدّة من ثقافات لا علاقة لها بفلسفة الإسلام ورؤيته للكون والحياة والإنسان كما لرؤيته للأحياء الجديد والمبدع لكل الذكريات التي تبعث على الفخر والاعتزاز في تاريخ الإسلام. إ
نّني أربأ بأيّ شكلٍ من أشكال (الشعوذة) التي يبتدعها البعض، تعبيراً عن وعيهم القاصر لمعنى الثورة الحسينية، وإني لأربأ ببعض أهل العلم أن يقفوا صامتين، وربما أحياناً مشجّعين، لمثل هذه الطقوس، داعياً إلى تكوين وعي جديد للاحتفاء بهذه الذكرى العظيمة، خالية من الطقوس التي إذا بحثنا عن جذورها نجد أنها قامت قبل الإسلام، وفي مراحل لم يكن قد تكوّن الوعي الديني السليم لدى الإنسان، ويدلّ على هذا العودة إلى التاريخ، وإلى المتاحف التي تجسّد هذه الطقوس الدينيّة في زمن ما قبل التوحيد ومعرفة الدين بشكل عام، والإسلام بصورة خاصّة.
نشر :
إضافة تعليق جديد