الحيدري يبيع الوهم والجهل
قد أفادت الرؤية العقلية تعضدها النصوص الوحيانية بأن خالق الكون ومدبره بعث الأنبياء والرسل والأوصياء للأخذ بيد البشرية إلى الحق والهدى، ليخرجوهم من ظلمات الوهم والجهل وليرفعوا عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم..
ولذا الأنبياء اللاحقين يتممون ويهيمنون وينسخون الأنبياء السابقين في شرائعهم، والسير المنطقي الطبيعي والعقلائي أن البشرية تتبع الكمال في حركته التصاعدية، لا أن تتدحرج للوراء في دعوى اشتمال بعض الحقانية فيمن سلف وسبق... كيف ذاك وقد أتى من إحتوت رسالته ودعوته وشريعته على ما سبق وزيادة وشمولية وعمق وكمال..
أليس من الجهل المركب المعمق أن تجهل من يقول بحقانية وصوابية اتباع اللاحق الأكمل على السابق الأنقص...
وأليس من التدني العلمي والأخلاقي أن تصف بالجهالة من يقول بأن مقتضى منطقية وطبيعية الحركة الأديانية والعقلانية هي أن يبعث الحكيم والعليم الدين الحق الكامل الذي يغني عما سبق، و الذي يصان ويحفظ من دنس التزوير وسوء التحريف كما مر في الأمم السالفة ...
هل لمجرد عدم معرفة الفرد بالأديان الأرضية البشرية مسوغ لرفض قوله بحقانية وصوابية الدين الإسلامي، وأنه لا بد أن يشكك في حقانية دينه وإلا فهو جاهل وجاهل وجاهل ..؟!
عدم معرفة بوذا انه نبي او غير نبي أو البوذية أو اي دين اخر يستلزم الشك أو التوقف والترقيع بأنه ليس بالضرورة ان الاسلام هو الحق ..؟!!
ايمانك بتعدد الحقيقة وتوزعها بين الأديان حتى البشرية والأرضية منها ، بعدما كنت تزعم وترواغ أن التعدد ليس في الحقيقة وانما في المعرفة والإدراك ، هل يبقي لك مورد من الإعراب لتبقى على ما أنت عليه من دعوى المرجعية الشمولية والأعلمية والقرآنية محورا" وأولا"... فعلى نظرك تصبح لديك جزء من العلمية ولدى غيرك أجزاء وأضعاف ... وعليه..
فأين صراخك السابق وضجيجك اللاحق على الحوزات والمرجعيات ووو... كله أبطلته بيديك وستبطله فيما يأتي ولن تبقي ولن تذر...
كل الذي أنجزه تلامذتك ووضعت إسمك عليه سقط وسيسقط ما سينجزه اللاحقون معه، كلما جاءتك إمدادات كتب من المغرب العربي وتحديدا" من مؤسسة مؤمنون بلاحدود المدعومة بكل صراحة من جهات تعلن تأكيدها وتبنيها وعملها على صناعة إسلام مدني أمريكي الصيغة ...
أليس من المنطقي أيها الحيدري أن تخرج من دائرة حوزويتك لتصبح بعد هذا العمر كأي حداثي أو علماني مثقف ، فهذا أنسب لشأن طرحك ولغتك وأدبياتك المؤسفة المخجلة...
أسفي على هذا العمر كيف نسفته نسفا وأهدرته هدرا ، وجعلت كل ماضيك الحوزوي هباء منثورا، ولم تجعل لمن كان له معك أي صلة أن يبقي على شعرة أمل في أن تحدث بعد ذلك أمرا، حتى أقرب تلامذتك ومن تربى تحت كرسي درسك هاجروا الى حيث لا رجعت وكل منهم يغطي وجهه خجلا" من أفاعيل طرحك الموبوء وتعابيرك الآسنة...
إضافة تعليق جديد