عندما يتكلم المتفيقهون..
عندما توفي السيد صادق الروحاني رحمه الله، الذي ما إن يمرّ اسمه حتى نستذكر دفاعه عن قضية السيدة فاطمة صلواتُ اللّٰه عليها، والشعائر الحسينية، ورَدّ الشبهات عن العقيدة، في كتبه ولقاءاته وكل آثاره، في نفس يوم وفاته رأيت منشورات من أفراد هم من الشيعة يلعنوه ويَدعون عليه أن يحشر مع أهل السقيفة!
قرأت ما كتبوه عدة مرات، وأنا بصدمة وتساؤل: لماذا؟! وما إن أكملتُ هُراءهم حتى وجدتُ أن السبب هو استفتاء للسيد الراحل لا يجوّز فيه ذكر الإمام علي صلواتُ اللّٰه عليه في تشهد الصلاة!
هل هذا هو السبب! يعني هم لا يعرفون أصلاً بتوقيفية التشهد، ودقة أفعال الصلاة والروايات الواردة عن التشهد، ولا حتى ما ذُكر في الرسائل العملية لفقهاء الإمامية وتسالمهم على عدم جواز ذلك، وأن هذا الرأي ليس للسيد الروحاني فحسب ولا في زمن وعصر السيد الروحاني فقط!
وهل هم يحفظون تشهد الصلاة أصلاً حتى ينتبهوا أن في نهايته ذكر الصلاة على محمد وآله والتي لا يكتمل التشهد إلا بها، ويقولها جميع المسلمين، وأول آل محمد هو علي، فهل علي بحاجة لكم؟!
والمؤلم عندما راجعتُ انتماءات هؤلاء الصغار لم أجدهم يتبعون ياسر الحبيب مثلاً ولا الغزي ولا هم من الإخبارية، ولا ولا، لكنهم يحملون هذا النَفَس الذي بدأ ينتشر نتيجة النزق _كما يعبّر الإمام_، وبفعل الضجيج الذي تصنعه تلك الأسماء وغيرها، اسمه المزايدة، مزايدة الناس ومزايدة حتى العلماء على حب أهل البيت، مزايدتهم على اتباعهم لمنهج أهل البيت، مزايدتهم على الحرص على مذهب أهل البيت، هذه المزايدة التي يرتكبون بها ما نهى عنه أهل البيت ويتركون معها ما أمر به أهل البيت!
وبنفس الغرابة تلقيتُ ما قاله أحدهم مزايداً السيد محمد باقر السيستاني حول الإمامة، وهو الذي كلّت يده كاتباً في اتجاه الدين وقواعده الفطرية وأنبائه الثلاثة وواقعة الغدير دفاعاً عن الدين والإمامة، رغم أن أول ما يُدرس في الفقه في بحث التقليد عندما يتم شرح شرط الإيمان وأول ما يُدرس في العقائد هو ماذا يعني كون الإمامة من أصول الدين، والفرق بين الدين الواقعي والاعتباري، وهذا ما يميز مذهبنا، الذي لو قال بكون الإمامة من أصول الإسلام لأخرج جميع المسلمين من الإسلام ولما كانت لهم أية حرمة لدم ومال.
فهل خفي ذلك على المتكلم الذي لا يُعرف مستواه الدراسي أصلاً، أم أَحب أن يظهر بمظهر حامي الدين بسلاح المزايدة؟!