«حزب الله».. من «السطو» على الخُمس والزكاة إلى الاستيلاء على المازوت الإيراني!
يوسف مطر
منظومة حزب الله تؤكد يوماً بعد يوم فشلها في تحقيق الأمن الاجتماعي لبيئته الحاضنة، فلا مؤسساته الصحية والاجتماعية تقوم بمساهمات ومساعدات طبية مجانية للفقراء والمحتاجين في هذه البيئة، ولا المحروقات والأدوية التي استقدمها من ايران وصلت الى من يستحق من المعوزين مجانا، بل بأسعار اشبه بعروض حسم لزوم الدعايات التجارية.
اتحفنا نائب حزب الله المحامي إبراهيم الموسوي منذ يومين، بتصريحه التلميعي الترقيعي الذي يُحاكي فيه طموحه البرلماني القريب المدى والبعيد عن واقع الحال، حيث قال : ” في الوقت الذي كان حزب الله مشغولاً بالجهاد كان غيره مشغولاً بالسرقة”!
بيت القصيد هو محاولة نائب الحزب إخفاء جزء كبير من الحقيقة عن الناس البسطاء، فحزب الله بقياداته وكوادره وكبار مسؤوليه وكمٍّ كبير من عناصره ومؤيديه، كانوا وما زالوا مشتغلين بنوع آخر من أنواع السرقة، ألا وهو سرقة الحقوق الشرعية من الخمس والزكاة وسائر أصناف الحقوق المالية الشرعية، التي يعرف حقيقة أمرها أبناء بيئة حزب الله الحاضنة، حينما يختص الحزب بها قياداته وكوادره وكبار مسؤوليه وعناصره دون الصغار وبقية المؤيدين.
فضيحة المازوت
وما فضيحة المازوت الإيراني الأخيرة إلا خير شاهد على هذه المنهجية والسياسة الخرقاء، التي يعتمدها حزب الله في استغلاله الموارد المالية وأشكال الدعم التي تصل إلى خزانته.
ففي زمن النقص والفقر وضعف القدرة الشرائية، وقلة الموارد المالية، وكثرة البطالة وانعدام فرص العمل وانهيار النظام المالي اللبناني، في مثل هذا الزمن كان ينبغي أقل عرفان للجميل من قبل حزب الله تجاه القواعد الشعبية هو أن يقوم بتوزيع هذا المازوت الذي ترسله له إيران بالمجان، ليساهم بذلك في تهدئة فورة الناس ومعونة المقيمين في المناطق الجبلية المحتاجين لهذا المازوت، لغرض التدفئة في فترة برد الشتاء القارص، لا ان يتم توزيعه بأسعار اشبه بعروض حسم لزوم الدعايات التجارية.
الناس تواقون لتصفية حساباتهم مع الثنائية الشيعية وحزب الله تحديدا المحتكر لـ”الخيرات الإيرانية”
وهذه المنهجية من قبل حزب الله تؤكد يوماً بعد يوم فشل منظومة الحزب في تحقيق الأمن الاجتماعي لبيئته الحاضنة، فلا مستشفيات الحزب ومؤسساته الصحية تقوم بمساهمات ومساعدات طبية مجانية للفقراء والمحتاجين في هذه البيئة، ولا محطات الوقود التابعة للحزب، تؤدي دوراً في معونة من لا قدرة لهم على تحمل أكلاف الارتفاع الفاحش لأسعار البنزين والمازوت، ولا مكاتب الخدمات الاجتماعية ووكالات المرجعية التي يديرها حزب الله، تضع برنامجاً لمتابعة أحوال المطلقات والأرامل واليتامى والفقراء والمحتاجين غير المنظمين حزبياً من أبناء البيئة الحاضنة للحزب، رغم كل ما قدمته وتقدمه هذه البيئة للحزب من الدعم وتأمين الغطاء الشعبي والجماهيري، عبر الحضور الدائم في مختلف مناسبات الحزب الاجتماعية والسياسية.
تصفية حساب انتخابية
وكل هذا الفشل في تحقيق الأمن الاجتماعي، سوف ينعكس بطبيعة الحال على أرض الواقع في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وهو ما بدأت تلحظة ماكينة الحزب الانتخابية التي شرعت منذ شهر تقريباً، بالتواصل مع الناخبين في مختلف المناطق، وتواجه الرد والصد من قبل الناس التواقين لتصفية حساباتهم مع الثنائية الشيعية، وحزب الله تحديدا المحتكر ل “الخيرات الإيرانية”، والمستفيد من فساد الوزارات واهتراء المؤسسات اللبنانية.
كان ينبغي أقل عرفان للجميل من قبل حزب الله تجاه القواعد الشعبية هو توزيع هذا المازوت الذي ترسله له إيران بالمجان
لذلك بدأ منسوب مخاوف السقوط يرتفع وسط قياديي الحزب، من احتمالات التراجع التمثيلي في الانتخابات المقبلة، وبدأ القصف الإعلامي من قياديي الحزب باتجاه المخالفين، عبر اتهامهم بأنهم أتباع السفارات كالعادة، في حين ان الناس تعلم جيدا من باعها، وكان السبب في اضعاف الدولة ودعم حلفائه الذين سرقوا ونهبوا البلاد.
هذا فضلاً عن استئثار الحزب بكل الدعم الإيراني النقدي لنفسه، وعدم إشراكه سائر فقراء ومحتاجي الطائفة بعائدات هذا الدعم، وهذا يُشكِّلُ نوعاً آخر من أنواع السرقة، التي كان وما زال حزب الله مشتغلاً بها منذ قيامه وتأسيسه، ليتباهى انصار الحزب اليوم انهم يقبضون رواتبهم بالدولار الأميركي، دون اكتراث لجمهورهم وحتى لأقاربهم الذين هبطت قيمة رواتبهم بالليرة اللبنانية 90 ضعفا، ليصبح الحد الأدنى الشهري للأجور، يعادل ثمن صفيحتي بنزين فقط لا غير!
نشر :
نموذج الطلب
تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة