محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (8): علماء ينتمون لحزب الله بعد وفاتهم!
باقر صوفان
لم يوافر حزب الله الأموات من علماء الدين الشيعة فهو لم يقصر في ممارساته على حرمة الأحياء منهم، بل طالت يد عدوانه القبور ففي الوقت الذي ترى هذا الحزب يحارب العقيدة الوهابية نظرياً والتي تعتقد بوجوب هدم القبور!
مارس الحزب عين عقيدة الوهابية لما أوعز لممثليه بهدم البنيان الذي تم تشييده على قبر الخطيب الحسيني الشهير الراحل العلامة الشيخ عبد الوهاب الكاشي!
فإنه عندما توفي الشيخ الكاشي وقام محبوه بتجهيزه وتشييعه وتزاحم العلماء للصلاة عليه فكان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الحالي ينتظر آية الله الشيخ حسن طراد ليصلي الأخير على الشيخ الكاشي كون الشيخ طراد كُلِّف بذلك من قبل أسرة الفقيد.
ولكن الشيخ طراد قدَّم لإمامة تلك الصلاة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله لأسباب جهلها الجميع.
ومضت صلاة الميت على خير دون منازعة.
ولما تبرع الفقيه المجاهد السيد رضى حسين صبح الحسني مُدِّرس البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم المشرفة ومدير مكتب المرجع الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني حالياً لما تبرع هذا السيد ببناء قبر الشيخ الكاشي فبنى له بنياناً لتعلوه قبَّة صغيرة تعظيماً لخدمات الشيخ الكاشي الحسينية في لبنان والعالم، عمدت بلدية الغبيري بإيعاز من حزب الله إلى هدم البناء الذي بني على قبر الشيخ الكاشي بحجة أنه مرتفع عن مستوى قبور شهداء المقاومة المجاورين.
ولكن الحزب في مرحلة لاحقة ما لبث أن شيَّد بنياناً ضخماً على قبور جميع الشهداء المجاورين وشمل هذا البناء قبر الشيخ الكاشي..
ولكن المفارقة في ذلك هي أن الحزب اعتبر الشيخ الكاشي بعدها من جماعته فكتب شعار الحزب على قبره مع العلم أن الشيخ لم يكن منظماً في أي حزب ولم يكن في حياته ينتمي لأي جهة سياسية.
وقد بقي فقيراً لآخر عمره ولم يتمكن من امتلاك بيت خاص فكانت سكناه بالإيجار لآخر عمره في محلة حمد في منطقة الطريق الجديدة في بيروت.
فما كان يحصل عليه الشيخ الكاشي من هدايا من المجالس الحسينية كان بالكاد يكفي نفقاته ونفقات عياله.
وعدوان الحزب على قبره بعد دفنه شاهد على عدوان الحزب على الأحياء والأموات من علماء الشيعة، هذا ناهيك عن ما يقوله الحزب في حق مخالفيه الرأي السياسي بعد مماتهم.
والحديث في ذلك ذو شجون، وأما بالنسبة للشهيد المجاهد العلامة الشيخ راغب حرب فقد كان جهاده ضد الاحتلال الإسرائيلي في إطار المقاومة المدنية الشاملة التي أطلقها الفقيه المفكر الراحل آية الله المجاهد الشيخ محمد مهدي شمس الدين.
ولكن بعد دفن الشيخ راغب بمدة، تم تحويل عنوان بلاطة قبره إلى شيخ شهداء المقاومة الإسلامية وما ذلك إلا للمتاجرة بدمه من قبل تجار الدماء وما أكثرهم في وقتنا الحالي..
رحم الله الشهداء المخلصين فبدفنهم تحت التراب دُفن المقاومون وبقي المستثمرون..
نشر :
نموذج الطلب
تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة