محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (5): السيّد أبو الحسن والشيخ القبيسي في مرمى الإشاعات
باقر صوفان
لا نريد فتح جميع ملفات اعتداءات حزب الله على كل العلماء داخل البلد وخارجه، ولسنا في صدد ذلك أبداً، وما خفي عما قلناه ومما لم نقله ومما سنقوله أعظم بكثير، ونحن إنما نتحدث عن جانب من جوانب الظلم لعلماء الدين في البيئة الشيعية على يد هذا الحزب وعناصره ومسؤوليه.
سنقتصر في هذه السلسلة من الحلقات على بعض العينات من المظلومين الذين انتهكت حرماتهم ودمرت حياتهم ومستقبلهم والذين يقول بعضهم: “لو جاز اللجوء لبلاد العدو للجأنا إليها”، ولكن هؤلاء ملتزمين الصبر ويعيشون على مضض ويتظللون بالحيط ليصلوا إلى البيت كما يقال.
وما في هذه الحلقات يوضح صورة ما نبتغيه من الدفاع عن هؤلاء لنوصل صوت من لا صوت لهم، كما أننا لن نخوض في إشكاليات الحزب مع عناصره ومحازبيه المعممين، فقد نزع عمامة البعض، وسجن البعض الثالث، ونفى في أطراف الأرض البعض الرابع، وكل ذلك حدث بعيداً عن الإعلام.
ولما لم يتمكن حزب الله من السيطرة على قرار بلدة الغازية في جنوب لبنان ولم يستطع التحكم بمسجدها وإسكات إمامها العلامة الحجة السيد فخر الدين أبو الحسن صاحب أكبر مكتبة علمية حالياً في جبل عامل، وهو نجل مستشار المغيب السيد موسى الصدر آية الله السيد عباس أبو الحسن والأخير هو الحائز على أربع إجازات في الاجتهاد وولده السيد فخر الدين موسوعة من العلوم المتنوعة ودائرة معارف متنقلة وهو يأخذ من كل شيء بطرف من اللغة إلى الفلسفة إلى التاريخ إلى الفقه والأصول وعلم رجال الحديث والحديث والرواية إلى الاجتماع والاقتصاد والسياسة، فبحق هو دائرة من المعارف الدينية والدنيوية.
وأسرته هي من الأسر العلمية المعروفة في بلاد عاملة والتي خرج منها مئات علماء الدين الشيعة العامليين عبر التاريخ، وكان السيد القائد الخامنئي من زملائه أثناء دراستهما في النجف الأشرف.
ولما لم يستطع الحزب إسكات هذا العالم الجليل الموسوعي واحتلال موقعه في بلدة الغازية أنهكه بالدعايات والشائعات ليفرق الناس عنه كونه خزَّاناً للمعلومات.
فقد كشفت وثائق وجدت في مكتبة السيد فخر الدين أن نشيد حزب الله والذي مطلعه: “أتينا إلى النصر يوم الكفاح ” وهو النشيد المنسوب لرجل من آل المقداد من بلدة لاسا من بلاد جبيل، كشفت الوثائق المذكورة أن هذا النشيد في الأصل هو مقتطع من قصيدة في ختامها يوجد مديح لرئيس وزراء بريطانيا الأسبق إبان الحرب العالمية الثانية الرئيس تشرشل، وكان العلامة الزاهد الشيخ محمد حسن القبيسي يشاطر هذا الرأي ويعتقد بوجود ارتباط بين الحزب وبين البريطانيين!
والشيخ القبيسي هو صاحب موسوعة: “ماذا في التاريخ؟”، وكتاب: “تفسير الصافي”، وكتاب: “الحلقات الذهبية”، وكتاب: “كيف نكتسب العلوم العصرية؟” وكان إماماً لمسجد الإمام الحسين عليه السلام في منطقة سوق الجمال في الشياح في بيروت لعقود من الزمن بعد انتقاله من إمامة بلدة ميفدون في ضواحي مدينة النبطية الجنوبية، فقد أيد الشيخ القبيسي وجود علاقة بين الحزب وبريطانيا بوجه من الوجوه.
ولكل ذلك واجه هذان العالمان السيد فخر الدين والشيخ القبيسي أشرس الاتهامات والدعايات من هذا الحزب لتفريق الناس عنهما وتحريم الصلاة خلفهما والمنع من المشاركة في مجالسهما الدينية وندواتهما الثقافية بل واتهم السيد بالضياع والشيخ بالتصوف، وهذه أمور ينكرها ببداهة كل من كانت له ملازمة لهاذين العالمين الجليلين، فهما يضافان إلى لائحة علماء الدين الشيعة الذين تعرضوا للاضطهاد من قبل حزب الله في مختلف الميادين..
نشر :
نموذج الطلب
تم إرسال الطلب بنجاح، وسنقوم بالتواصل معكم في أقرب وقت ممكن.
خطأ: برجاء إعادة المحاولة